إبداع الصوت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إبداع الصوت

منتدى صوتيات لهواة تعلم الهندسة الصوتية والمكساج والتسجيل والمونتاج والغناء والموسيقى والتلحين
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مذكرات دجاجه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
lolo
Admin
lolo


عدد المساهمات : 152
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
العمر : 45
الموقع : http://karakeb.niceboard.com

مذكرات دجاجه Empty
مُساهمةموضوع: مذكرات دجاجه   مذكرات دجاجه Emptyالإثنين سبتمبر 27, 2010 7:16 pm

مذكرات دجاجه

انا دجاجة عادية ، لا أمتاز شيئا عن الباقيات ، غير أن أحداث حياتي جعلت مني دجاجة مختلفة .

نشأت في مزرعة ترعاها سيدة حنون ، ورغم كبر سنها إلا أنها كانت تقدم لنا الخدمة على أحسن

وجوهها .

منذ أن كنا أفراخا صغيرة وكان جميع الكتاكيت لا عمل لهم سوى اللعب والجري والتقاط الحبّ وشرب

الماء .

من بين مجموع الكتاكيت كان هناك كتكوت شعرت بأنه الأكثر حنانا ورزانة ، وداخلني احساس قوي بأنه

سيكون ديكي في المستقبل .

كم اعتنى بي ، و فضلني على نفسه ، وكم كان يعطيني بمنقاره الحبيبات فألتقطها منه وقلبي طائر من

الفرحة رغم احمرار وجنتي من الخجل .

كم من ليالٍ وضعت رأسي أسفل جناحه لاحتمي به من البرد القارس وكم قدمني على باقي الكتاكيت

لأشرب الماء الزلال من الصحن الذي تعده لنا سيدتنا .

كم كنت أطير فرحا حين يهمس بصوته في أذني طالبا مني النظر نحو الشمس في شروقها أو غروبها .

كم من مرات دافع عني من نقر دجاجة كبيرة أو ديك عجوز .

يالله .. كم ملك قلبي برقته ورزانته وشديد اهتمامه بي بــــل وحبه لي .

تمنيت أن أبوح له بكلمة أحبك لكن لم يحن وقتها بعد فصبرا صبرا فالأشياء الرائعة ستكون أكثر جمالا حين

يأتي موعدها وستكون أكثر حزنا حين يفوت وقتها وتترائ لنا خيالات وأشباح ضاع أوانها .

كم سعدت حين سمعته لأول مرة يصيح ، أخذ قلبي بصياحه ، بل أخذ قلبي لشدة حبي له ، سمعت

صياحات كثيرة من الديوك الكبيرة لكن مثل صياحه ما سمعت ، ربما لأني أسمعه بقلبي ، يالله كم يختلف

السمع بالقلب عن السمع بالأذن ورغم أني ضحكت بيني وبين نفسي على صوته الذي لم تظهر عليه

ملامح الذكورة بعد إلا أني كنت في قمة زهوي به وأتلهف له أكثر من ذي قبل .

بعد عدة شهور أصبحت دجاجة شابة فقامت سيدتي بنقلي مع باقي زميلاتي إلى مكان أكثر رحابة

ونقلت معنا حبيب قلبي وحمدت الله كثيرا أننا لم نفترق ، وكنت لا أزال المفضلة لديه رغم أنه أصبح الآن

تشاركني فيه أخريات .

لأول مرة شعرت بأن كلمة أحبك أصبحت ملكي بعد أن كانت حقا غير مشروع لي .

في أول ليلة لنا معه داخل مكاننا الجديد اقتربت منه قبيل الفجر ، فرأيته يستعد لاعتلاء سطح المنزل

لكي يصيح مرددا تسبيح الله ، ناديته فنظر إليّ بحنانه الجارف وأشار إليّ بجناحه أن انتظر بضع دقائق ،

ففعلت ما أمرني به وجلست أنظر إليه وأرهف آذاني لصوته الشجي .

بعد فترة قليلة نزل إليّ واقترب من ريشي وأخذ يحركه بمنقاره كأنه يدللني لتأخره دقائق ليست بإرادته .

شعرت بدقات قلبي تنبض بسرعة تفوق الطائرة في السموات العاليات و بأوصالي تذوب بين جوانحي

فهمست له أخيرا .. أحبك .. أحبك

كم كانت هذه الكلمة أمنيتي في الحياة .. كم حلمت بها وحلمت به يسمعها مني .

ذرفت دموعي غير مصدقة أني نطقتها أخيرا .. فشعر بهم على جناحه فمسحهم لي فتعلق قلبي به أكثر

وأكثر حتى شعرت أن روحي امتزجت به ولم يعد في وسعي التواجد في مكان في الحياة بدون

أنفاسه ..

بدون همساته ..

بدون حبه وحنانه ..

لم أغار عليه من باقي الدجاجات ، كيف أغار وهو معذور في حب الجميع له .

وكنت دائما أردد حين أسمع صياحه اللهم ربي أطل لي في عمره ، اللهم لا تحرمني حسه ، اللهم

ارزقني منه الكتاكيت الصالحين ليمتد حبنا إلى أبد الأبدين وتحمله ذرياتنا إلى يوم الدين .

كنت أعشق توفير أوقات سعيدة حين أنعم بوصاله ، وأوقن تماما أن لحظاته معي هي نعمة من الله

رزقني إياها و أسعى لجعلها الأطيب له في وجودنا معا ً .

كان يحلو لي تنظيف ريش صدره ورقبته بمنقاري وأنفض ذرات الأتربة عنهما وكأني أدغدغه وكان قلبي

يطير فرحا حين أسمع صياحه ممزوجا بقهقهة عالية .

كم يأسر قلبي بهذه الضحكة الصافية ..

كنت أشاغبه من حين لآخر بلعبة ألعبها معه ، إذ أطلب منه أن يرسم خط بداية بمخلبه الأصفر الجميل

ونقف عليه سويا وأجعله يجري خلفي وتنطلق ضحكاتنا عالية مدوية وبـطـيـب قلبه وحنانه الذي لا يماثله

حنان يستجيب لكل طلباتي وكنت أعلم هذا فيه فلا أرهقه من أمره عسرا .

كان يتركني أفوز أحيانا ويتعمد الفوز عليّ أحيانا أخرى حتى يرى في عيني كلمات الحب هياما به وإليه .

كنت أشعر بغيرة دجاجاته الأخريات مني لكني أنتشي فرحا لأني لا أزال المفضلة لديه .

و ما هي إلا شهور قلائل حتى رقدت على البيض و كانت فرحتي كبيرة لأني سأصبح أما لأفراخه ، في

بداية رقودي لم أتعب كما تعبت في المرات المتتاليات ، حتى كان ريشي يتساقط ويصيبني الإعياء فيأتي

إليّ يمسح بجناحيه عليّ وينفض الذرات بمنقاره عني ويهمس لي بالقيام فأذهب للطعام والشراب وهو

يتولى الرقاد حتى أعود و قد امتلأت نشاطا وحيوية فأهمس في أذنه بكلمتين أحبك .. أحبك .

وفي ليلة من ليالي الشتاء البارد ، وقد هرمت سيدتنا حتى أصاب ذاكرتها النسيان فلم تأتِ إلينا لتــُدخلنا

في بيتنا وتكتنفه بالغطاء الذي يمنحنا الدفء تسلل عدونا إليه وأصابه في جهازه التنفسي فأصبحت على

صوته وهو يسعل و دارت الدنيا بي وأنا أرى سيدتي تضعه في مكان بعيد عني .

أصابني الجنون وأخذت أنـقـنـق وأنـقـنـق وأقول له سأجئ إليك فيصيح لي من بُعد : كلا .. الزمي مكانك

لا .. لن ألزم مكاني يا حب عمري .. سأخالف رأيك وأنا التي لم تثني لك كلمة .. لن يهدأ قلبي بين

ضلوعي وأنا لا يضمني بك مكان واحد .

ومازلت أنـقـنـق وأنـقـنـق حتى شعرت بي سيدتي جزاها الله عني الخير وحملتني ووضعتني أمام نن

عيوني وروح جسدي وقلب صدري فمسحت بجناحي على رأسه فوجدته ساخنا فأخذت أمسح بمنقاري

على ريشه وأقول له عسى الشر عرف طريقي ولم يلمسك بسوء وسقطت دموعي أنهارا رغم سعيي

للتحلي بالشجاعة من أجل خاطره لكن ليس بوسعي إلا حبه ولا أريد من الدنيا إلا رؤيته معافى البدن

مالئا الدنيا صياحا وقوة ً .

ظللت واقفة أبلل جناحي في صحن الماء وأنثر قطراته على رأسه حتى لاح لي أنه بدأ يطيب ويتعافى .

جلست قريبة منه بعد أن خلد إلى النوم قليلا وبدأت أسترجع ذكرياتي .

سأكتب الكلمة التي وعدت بكتابتها ولن أكتمها في قلبي بعد الآن فهذه مذكراتي على أي حال ولن

يقرأها سواي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://karakeb.niceboard.com
A7MED FARID
مشرف
A7MED FARID


عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 25/09/2010
العمر : 30
الموقع : nilecreator.gid3an.com

مذكرات دجاجه Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذكرات دجاجه   مذكرات دجاجه Emptyالخميس سبتمبر 30, 2010 10:49 am

رخمة اوي علشان طويلة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مذكرات دجاجه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
إبداع الصوت ::  الترفيه والتسالى والرومانسيات-
انتقل الى: